قضية إبستين تتصدر العناوين مجددًا وتهدد الموقف السياسي لدونالد ترامب

قضية إبستين تتصدر العناوين مجددًا وتهدد الموقف السياسي لدونالد ترامب

أعادت قضية جيفري إبستين الجدل من جديد حول العلاقات القديمة للرئيس السابق دونالد ترامب، في وقت يسعى فيه لتعزيز حضوره السياسي بعد مرور عدة أشهر على توليه السلطة. تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أعاد تسليط الضوء على تفاصيل هذه القضية المثيرة للجدل، ما أدى إلى تصاعد الأسئلة بشأن مدى تأثير هذه الاتهامات على مكانته وشعبيته، لا سيما مع تكرر قضايا سابقة، مثل قضية المدفوعات السرية وتسجيل أكسس هوليوود. وبينما يحاول ترامب تسيير نقاشات الرأي العام نحو إنجازاته التشريعية، تبرز هذه القضية كعائق أمام خططه.

تقرير وول ستريت جورنال لاقى غضبًا شديدًا من ترامب، الذي لمح إلى إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة ومالكها روبرت مردوخ. الغضب لم يتوقف عند ترامب فقط، بل امتد إلى أوساط أنصار حركة ماغا، حيث كانوا ينتظرون من الرئيس السابق كشف تفاصيل أوسع عن قصة إبستين، ما زاد من الاستياء خصوصًا بعد إعلان وزارة العدل بعدم وجود ملفات تستحق النشر، الأمر الذي دفع قادة الحركة للتحذير من تراجع الحماس في صفوف القاعدة استعدادًا للانتخابات القادمة.

استطلاع أجرته رويترز وإبسوس بيّن أن ستة من كل عشرة أمريكيين يرجحون إخفاء الحكومة لمعلومات تتعلق بوفاة إبستين، ويرى 69 بالمئة أن ترامب لم يكن شفافًا بشأن القضية أمام مؤيديه. التوقعات كانت مرتفعة ضمن قطاعات من القاعدة الجمهورية حول كشف شخصيات معروفة على صلة بإبستين، غير أن النتيجة عززت حالة الالتفاف حول ترامب كرئيس يتعرض لهجوم إعلامي مستمر. إلا أن استمرار الضجة قد يؤثر بشكل أكبر على الناخبين المترددين أو غير المنحازين.

الناخبون غير المستقرين، والذين شكلوا عنصرًا مهمًا لصعود ترامب في انتخابات 2024، أصبحوا اليوم بمثابة نقطة ضعف، إذ أن استمرار الجدل قد يدفعهم لفقدان ثقتهم بترامب وسط أجواء من عدم الرضا عن النخبة السياسية. الديمقراطيون يحاولون استثمار هذا الجدل عبر مطالبات بالكشف عن جميع ملفات القضية. رغم كل ذلك، أشار استطلاع كوينيبياك إلى أن ربع الأمريكيين فقط يتابعون القضية بشكل حثيث، ما يؤكد أن مسألة إبستين ربما لم تصل إلى دائرة الاهتمام الأكبر لدى عامة الناس.

داخل صفوف الجمهوريين، حذر وجوه من التيار اليميني البارز، بينهم ستيفن بانون، من أن استياء جزء من أنصار ماغا قد يؤثر على مشاركة القاعدة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. اللافت أن موجة الغضب اتجهت أيضًا نحو شخصيات إعلامية بارزة مثل مردوخ، الذي أصبح يُنظر له باعتباره معارضا للرئيس السابق. وأظهر آخر استطلاع لرويترز وإبسوس أن غالبية الأمريكيين يرفضون طريقة تعامل ترامب مع ملف إبستين، مقابل موافقة محدودة؛ كما انقسم الرأي بين الجمهوريين أنفسهم، ما يشير لتحديات داخلية تواجه حملة ترامب.

ترامب وفريقه يؤكدون أن الشارع لا يتأثر كثيرًا بالخلافات المرتبطة بإبستين، لكن الاستطلاعات تعكس وجود انقسامات واضحة في النظرة لهذه الفضيحة. ومع تصاعد الجدل الإعلامي، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة ترامب على توجيه الرأي العام للتركيز على إنجازاته السياسية، رغم استمرار الحديث عن قضية إبستين.