
حذر سعد بن عمر رئيس مركز القرن العربي للدراسات من تداعيات استمرار النظام الدولي أحادي القطب على استقرار الدول العربية، مؤكدا أن تبعية القرار الدولي لقطب واحد تؤدي إلى فرض أجندات خارجية تضر بمصالح المنطقة. وأوضح أن الدول العربية تتحمل كلفة باهظة جراء هذا الواقع، لاسيما بسبب امتلاكها لمصادر الطاقة التي جعلتها عرضة للإملاءات السياسية الخارجية، ومنها ضغوط للقبول بإسرائيل كفاعل أساسي في الشرق الأوسط.
يشير بن عمر إلى أن هيمنة القطب الواحد على النظام الدولي بدأت مع سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 وصارت الآن أكثر وضوحا من خلال سيطرة طرف واحد على مسارات الاقتصاد والتنمية، واستغلال ثروات الدول الأخرى، إلى جانب التدخل في شؤونها الداخلية والمساعي المستمرة لتغيير الأنظمة الحاكمة فيها.
وأرجع رئيس المركز تراجع أدوار قوى كبرى مثل روسيا والصين وفرنسا إلى هذا النهج الأحادي، مع استمرار الولايات المتحدة في فرض إرادتها على السياسات العالمية وفقا لما يخدم مصالحها، متوقعا استمرارية هذا التوجه لعقود مقبلة.
كما شدد بن عمر على أن الدول العربية بحاجة إلى إصلاحات داخلية حقيقية لمواجهة هذه الهيمنة والخروج منها بأقل خسارة ممكنة. ودعا إلى تجاوز الخلافات وتعميق التضامن العربي خاصة بين الدول ذات الثقل مثل السعودية ومصر والجزائر، بالإضافة إلى تشكيل تكتل إقليمي يضم دولا كإيران وباكستان وتركيا، بهدف دعم الموقف العربي وحماية قراراته من التأثيرات والتدخلات الخارجية.