
هشام المليص، شاب سعودي نشأ وسط أجواء السيارات القديمة وصوت محركاتها في فناء منزل العائلة، كان يرى في سيارات والده وجده أكثر من مجرد مركبات، إذ بدأت علاقته الفريدة بالسيارات منذ الطفولة من خلال مراقبته المتأنية لألوانها وتفاصيلها وأصوات تشغيلها التي شكلت لديه ارتباطاً عميقاً تحول مع الوقت من شغف بسيط إلى خبرة فنية متكاملة. هشام يؤمن أن كل سيارة تحمل طابعاً خاصاً وجمالاً مميزاً حتى لو تشابهت في الشكل أو الطراز مع غيرها، فكل انعكاس للضوء وكل انحناء في الهيكل يمثل قصة تستحق أن تروى بعدسة واعية.
بدايات هشام مع التصوير لم تكن مخططة بل جاءت بطريقة عفوية تماماً، عبر التقاط صور متفرقة بالهاتف المحمول وعدسة بسيطة، كانت تلك المحاولات الأولى كافية لأن تفتح أمامه عالماً فنياً يرى خلاله السيارات بعين فنية تنقل الإحساس ولا تكتفي بالمشاهدة. مع مرور الوقت أصبح هشام يتقن أسرار زوايا التصوير، ويمنح كل جلسة تصوير عناية خاصة من حيث اختيار الموقع والتوقيت وترتيب الخلفية ونوعية العدسات وحساب الإضاءة والظل، إيماناً منه بأن أدق التفاصيل تصنع صورة قوية لا يمكن تكرارها أو ارتكاب الأخطاء فيها.
مع تطور تجربته خرجت أعمال هشام من حدود حساباته الشخصية لتصل إلى معارض السيارات ووكلائها الذين أصبحوا يعتمدون على صوره كأداة تسويق رئيسية لا تقل أهمية عن المواصفات التقنية للمركبة نفسها. هشام يرى أن الصورة الاحترافية القادرة على إبراز السيارة بشكل جذاب يمكن أن تغير قناعات العملاء وتسهم فعلياً في دفعهم لاتخاذ قرار الشراء، لأن الصورة الناجحة في رأيه تجعل السيارة تبدو وكأنها تتكلم.
يطمح هشام اليوم إلى أن يحمل رسالة المصورين السعوديين في معارض السيارات حول العالم، كما يسعى لأن يكون له دور في تدريب جيل جديد من الشباب يؤمنون بأن الفنون البصرية يمكن أن تتجسد في كل شيء حتى في السيارات. ويؤكد هشام على رغبته في غرس الشغف في نفوس من يرون الجمال في المعدن، ليظهر لهم أن الصورة قد تفتح أمامهم آفاقاً واسعة في هذا المجال المتجدد باستمرار.