
أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي تراجع شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصل إلى 42 بالمئة، وسط جدل واسع حول سلوكياته السياسية وتصريحاته الأخيرة. يأتي هذا الانخفاض في ظل استمرار ترامب في إثارة انقسامات داخل صفوف حركة لنجعل أمريكا عظيمة، بالإضافة إلى دخوله في خلافات حادة مع شخصيات بارزة بالحزب الجمهوري، وطرحه احتمالات إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وهو ما أثار قلقًا متزايدًا بين الناخبين بشأن توجهاته الاقتصادية ومستقبل الاستقرار الاقتصادي في الولايات المتحدة.
تصرفات ترامب الأخيرة، والتي تباينت بين الهجوم على رموز جمهورية بارزة عبر منصات التواصل الاجتماعي وتلميحاته بشأن السياسات المالية، تسببت في موجة من الانتقادات داخل وخارج الحزب. استطلاع شبكة سي إن إن أوضح أن 42 بالمئة فقط من الأمريكيين يوافقون على أداء ترامب كرئيس، بينما انخفضت نسبة من يشعرون أن اهتمامه ينصب على القضايا الصحيحة إلى 37 بالمئة. هذا السلوك السياسي غير التقليدي يدفع بالعديد من الناخبين إلى التشكيك في قدرة ترامب على التركيز على ملفات أساسية ذات أولوية مثل الاقتصاد وملف الهجرة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى معالجة مشاكل تكاليف المعيشة.
في سياق متصل، ساهمت أزمة جيفري إبستين في تعقيد صورة ترامب، خاصة بعد هجومه على بعض أعضاء حركة لنجعل أمريكا عظيمة ووصفه لهم بالضعف لطلبهم الشفافية في التعامل مع القضية، ما أدى إلى خلافات داخل قاعدة الحزب الجمهوري. رغم ذلك، أظهرت الأرقام محافظة ترامب على دعم قوي من القاعدة الجمهورية بنسبة 88 بالمئة، إلا أن هذه الاضطرابات السياسية صرفت الاهتمام بعيدًا عن قضايا يراها الناخبون أكثر أهمية.
ورغم الفوضى المحيطة بإدارة ترامب، أحرز تقدماً في أجنداته الإصلاحية مثل سن قانون مكافحة الاتجار بالمخدرات وتقليص نفوذ وزارة التعليم، وهذه الخطوات حظيت بتأييد خاص في المناطق الريفية المتضررة من أزمة الأفيون. غير أن هذه الإنجازات لم تكن كافية لتعزيز التأييد بين المستقلين، حيث بلغت نسبة رضاهم عن أدائه 32 بالمئة فقط، في إشارة إلى صعوبة توسيع قاعدة دعمه خارج الإطار الحزبي التقليدي.
خبراء الاقتصاد عبّروا عن مخاوفهم من بعض توجهات ترامب الاقتصادية، خصوصًا اقتراحه خفض أسعار الفائدة بشكل كبير وفرض تعريفات جمركية واسعة، وهي سياسات يعتبرها كثيرون خارج إطار المألوف وقد تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي. وتظهر استطلاعات الرأي أن 61 بالمئة من الأمريكيين يعارضون تشريع الضرائب الجديد، ما يكشف عن انقسام واضح بين سياسات الإدارة الحالية وتوقعات الشارع. وأمام هذه التحديات، يبقى مدى قدرة ترامب على استعادة ثقة الناخبين وتوسيع التأييد حول إنجازاته محل ترقب مع اقتراب استحقاقات الانتخابات المقبلة.