
في ظل تصاعد أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء السورية، عقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك اجتماعًا ثلاثيًا يوم السبت، حيث ركزت المحادثات على تطورات الوضع الأمني في سوريا، مع إعطاء أولوية خاصة لمحافظة السويداء التي تأثرت بشكل كبير بالاشتباكات الأخيرة. الاجتماع جاء بعد سلسلة من المواجهات الدامية بين عشائر وفصائل محلية في السويداء، أدت إلى وقوع أكثر من 900 قتيل بحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
خلال الاجتماع، أكد الصفدي وباراك على تقديم الدعم الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، وأبديا تضامنهما مع جهود الحكومة السورية لإعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة. شدد الطرفان على أهمية دعم سوريا في الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها، مشيرين إلى أن استقرار سوريا يمثل عاملًا محوريًا لاستقرار عموم المنطقة.
واتفق الوزراء الثلاثة على تنفيذ سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى ضمان ضبط الأوضاع ووقف تدهور الوضع الإنساني، تضمنت تثبيت وقف إطلاق النار، إعادة انتشار القوى الأمنية في المحافظة، والعمل على إطلاق سراح المحتجزين لدى مختلف الأطراف، إضافة إلى دعم مبادرات المصالحة المجتمعية وتعزيز الاستقرار والسلم الأهلي، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين.
من جهة أخرى، رحب الوزيران الأردني والأمريكي بالتزام الحكومة السورية بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد المدنيين في السويداء، كما دعوا إلى تكثيف الجهود لمكافحة كل مظاهر العنف والطائفية، والتصدي لمحاولات التحريض على الفتنة والكراهية بين السكان.
وبدأت قوات وزارة الداخلية وقوى الأمن السورية الانتشار الميداني داخل المحافظة صباح السبت، وذلك ضمن المرحلة الأولى لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.