سحاب منخفض يسيطر على مرتفعات السروات بسبب الانقلاب الحراري.. وليس ضبابًا

سحاب منخفض يسيطر على مرتفعات السروات بسبب الانقلاب الحراري.. وليس ضبابًا

تشهد مرتفعات السروات تكرار مشهد يظهر فيه الغيم وكأنه ضباب يكتنف بطون الأودية، إلا أن هذا المشهد ليس ضبابًا أرضيًا كما يعتقد البعض. إذ يوضح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، أن هذه الظاهرة في الواقع عبارة عن سحب منخفضة تتكون نتيجة انقلاب حراري يحدث في فترات معينة من الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، حين يبرد الهواء في الأودية الرطبة ويصبح أثقل من طبقة هواء دافئ نسبيا تعلوه، مما يمنع تصاعد الهواء البارد ويتسبب بتكاثف الرطوبة وتشكيل هذه السحب أسفل القمم الجبلية وفوق السفوح.

يشير المسند إلى أن هذه السحب تشتهر بجمالها اللافت لكن لا يصحبها أمطار أو عواصف رعدية لأنها تنتمي لفئة السحب المنخفضة. وتتكون هذه السحب غالبًا في البيئات الجبلية البعيدة عن مصادر التلوث، حيث يكون الهواء نقيًا وصحيًا، ومع ذلك قد تصيب بعض كبار السن أو مرضى الربو بضيق في التنفس عندما تنخفض مستويات الأكسجين.

من ناحية أخرى، أوضح المسند أن الأمور لا تقف عند حدود المشهد البصري، بل يعود لهذه الظاهرة أثر بيئي مهم، فهي تساهم في زيادة رطوبة التربة وتقليل معدل التبخر، كما تساعد في ري النباتات البرية عبر تجمع بخار الماء على أوراقها، ما قد يغني أحيانًا عن الحاجة للري الصناعي في بعض المناطق الجبلية.