المعيقلي في خطبة الجمعة: “لا حول ولا قوة إلا بالله” مفتاح مغفرة الذنوب

المعيقلي في خطبة الجمعة: “لا حول ولا قوة إلا بالله” مفتاح مغفرة الذنوب

في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام، دعا الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين إلى تقوى الله والحرص على عبادته، مشددًا على أهمية الاستقامة والبعد عن كل ما يغضب الخالق. وأوضح أن الحياة الدنيا مليئة بالمصاعب والتجارب التي لا يسلم منها الإنسان، ولهذا لا غنى له عن التوجه الدائم لله عز وجل بالتضرع والذكر والاستعانة، حيث إن الله تعالى لم يترك عباده دون توجيه أو غاية، بل خلقهم في ضعف ليختبر أعمالهم ويحدد الأفضل فيهم كما أشار إلى قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. وبين كذلك أن الإنسان خلق بداية في ضعف وسيعود إليه في النهاية، وعلى المسلم الاستعانة بالله في كل أموره.

أكد المعيقلي أن من أبرز الوسائل التي تقوي علاقة المؤمن بربه المداومة على الأذكار الواردة في القرآن والسنة، خاصة ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله، مشيرا إلى أنها من أعظم الكنوز التي أوصى النبي محمد أصحابه على الإكثار منها، ورغب أمته في المحافظة عليها لما فيها من أسرار عظيمة وفضل كبير تحت العرش.

واستدل إمام وخطيب المسجد الحرام بأحاديث نبوية عدة توضح مكانة هذا الذكر في حياة المسلم، ففي سنن الترمذي ورد أن من قال لا حول ولا قوة إلا بالله عند مرضه أو موته وقاه الله من النار، وأنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات. كما أكد أن هذه الكلمة الكريمة هي ملاذ المسلم من الضعف ومصدر قوته، فمن يلتزم بها يحصل على عون الله وتأييده في مواجهة المحظورات وفعل المأمورات، ولا يستطيع أحد دفع الشر وجلب الخير إلا بفضل الله وحده.

وأوضح الشيخ المعيقلي أن ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله يُعد من أسباب إجابة الدعاء، استنادا إلى ما ورد في صحيح البخاري، حيث بين أن المسلم إذا استيقظ في الليل وذكر الله ودعا استجيب له، وإذا توضأ وصلى قُبلت صلاته، وبيّن كذلك أن هذه العبارة غرس من غراس الجنة ومن الباقيات الصالحات التي أشار إليها القرآن الكريم والتي ورد ذكرها على لسان عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذكر بقية الكلمات العظيمة ومنها لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر.

كما نبه المعيقلي إلى أن قول لا حول ولا قوة إلا بالله يمنح صاحبه توكلاً كاملاً واعتمادًا على الله تعالى وحده. وأوضح أن من الأدعية الواردة عند الخروج من المنزل أن يقول المسلم بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، وحينها يحظى بهداية الله وكفايته من كل شر، وتتنحى عنه الشياطين. وأشار إلى أن هذا الذكر المشروع هو كذلك رد عند سماع المؤذن يقول حي على الصلاة وحي على الفلاح، طلبا للعون والمدد من الله. وحذر من الخطأ الشائع بين بعض الناس في اقتصارهم على قول هذه الكلمة في لحظات المصيبة أو الحزن فقط، أو في استخدامها بسرعة تخل بمعناها، فيفوتهم بذلك خير عظيم وأجر جزيل.

وشدد الشيخ على ضرورة ترسيخ هذا الذكر في النفس وتعليم الأهل عليه، لأنه شعار للنجاة يوم القيامة وسبب للفوز بنعم الله، وهو الأكثر ثباتًا ودوامًا من أعمال الإنسان.