الجيش السوري يبدأ الانسحاب من السويداء بعد اتفاق شامل مع الدروز – شاهد التفاصيل بالفيديو

الجيش السوري يبدأ الانسحاب من السويداء بعد اتفاق شامل مع الدروز – شاهد التفاصيل بالفيديو

بدأت محافظة السويداء في جنوب سوريا تشهد تطورات ميدانية لافتة بعد أن شرعت قوات الجيش السوري بالانسحاب من المدينة، استنادًا إلى اتفاق توصلت إليه الحكومة مع شخصيات بارزة من الطائفة الدرزية هناك. جاء هذا التحرك مساء الأربعاء بعد أيام من المواجهات العنيفة التي شهدتها السويداء، ووسط جهود تبذلها الأطراف المعنية لإعادة الهدوء إلى المدينة وإرساء استقرارها من جديد. وتزامن الانسحاب مع تفاعل مكثف بين مشايخ عقل الطائفة والسلطات السورية، والتي حرصت على أن يكون التنفيذ بالتنسيق الكامل بما يحقق مصالح السكان ويحمي المدنيين.

وزارة الدفاع بسوريا أوضحت في بيان رسمي أن عمليات الجيش شملت تمشيط المدينة من المجموعات الخارجة عن القانون قبل بدء الانسحاب التدريجي، مؤكدة أن الخطوة تأتي التزامًا ببنود الاتفاق الموقع مع ممثلي الطائفة الدرزية. وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية مقاطع مصورة توثق بدء انسحاب القوات، بينما شددت وكالة الأنباء السورية على أن خروج الجيش يجري وفق تفاهمات محلية بهدف إعادة تفعيل المؤسسات وضمان عودة الاستقرار.

مصادر إعلامية نقلت عن سكاي نيوز عربية تفاصيل بنود الاتفاق، والتي تضمنت سحب الوحدات العسكرية الحكومية إلى الثكنات، وتفعيل دور القوى الأمنية الداخلية من أبناء المحافظة، إضافةً إلى مفردات ترتبط بتأمين الطريق الرئيسي بين دمشق والسويداء، وضمان سلامة كل المدنيين، وتعويض المتضررين من الأحداث، وضرورة تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات التي حصلت خلال المواجهات.

وفي الوقت ذاته، شهدت العاصمة السورية دمشق غارات جوية إسرائيلية هزت مباني حكومية مهمة، من بينها وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي. وتشير التقارير إلى أن التصعيد الإسرائيلي أتى بعدما اتهمت تل أبيب الجيش السوري باستهداف تجمعات للطائفة الدرزية جنوب سوريا، ودعت إلى سحب فوري للقوات الحكومية من هذه المناطق، مع التهديد بمزيد من العمليات العسكرية إن استمرت الهجمات.

يذكر أن السلطات الإسرائيلية نفت وجود توافق حول دخول أسلحة ثقيلة إلى السويداء، متهمة الجيش السوري بخرق تفاهمات مسبقة، وهو ما اعتبرته مبررًا للغارات الأخيرة، في حين أشارت قناة العربية إلى أن المواجهات التي وقعت في السويداء كانت الأعنف وأدت إلى سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى.

من جانب دولي، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس على أهمية انسحاب القوات النظامية من محافظة السويداء للمساهمة في تهدئة الأوضاع، داعية الحكومة السورية إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للخطر، في خطاب يعكس قلقًا دوليًا متزايدًا من استمرار التوترات.

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز يوسف جربوع تلا بنود الاتفاق أمام جمهور السويداء، مشددًا على ضرورة دمج المحافظة ضمن مؤسسات الدولة السورية، وضبط الأمن الداخلي عبر مشاركة المجتمع المحلي، فضلًا عن تشكيل لجان لمراجعة الانتهاكات الأخيرة وتعويض المتضررين، بينما أبدى الشيخ حكمت الهجري تحفظه بشأن بعض بنود الاتفاق، مؤكدًا على حق الدفاع المشروع، ما أبرز ملامح خلافات بين المرجعيات الدينية داخل الطائفة.

هذه التطورات تأتي ضمن واقع معقد يشهده جنوب سوريا حيث تتقاطع الانقسامات الداخلية مع تدخلات إقليمية متصاعدة، في وقت تستمر فيه حالة التوتر الأمني وترتقب الأوساط مدى إمكانية استمرار وقف إطلاق النار وقدرة الاتفاقات المبرمة على الصمود وسط مشهد يتسم بالهشاشة وعدم اليقين.