
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أهمية الدور الذي يلعبه أبناء الطائفة الدرزية، مشيرا إلى أنهم جزء أصيل ولا يتجزأ من النسيج الوطني السوري وأن حماية حقوقهم وحرياتهم تأتي ضمن أولويات الدولة. شدد الرئيس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية سانا على أن سوريا لن تكون مسرحا لأي محاولات للتقسيم أو إثارة الفتنة بين مكونات المجتمع، وأن جميع المواطنين شركاء في وحدة الوطن وتنوعه، ولن يُسمح لأي جهة بأن تسيء لهذه الصورة التي عُرفت بها سوريا عبر تاريخها.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في محافظة السويداء، أوضح الشرع أن السلطات السورية تدخلت بحزم من خلال مؤسساتها وقياداتها في مواجهة الاقتتال الداخلي بين مجموعات مسلحة من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة، نتيجة خلافات قديمة تصاعدت بتدخل مجموعات خارجة عن القانون اعتادت إثارة الفوضى، حيث رفض قادة هذه الجماعات الحوار لأشهر عدة مراهنين على مصالحهم الضيقة على حساب مصلحة البلاد.
وأشار الشرع إلى تدخل الكيان الإسرائيلي الذي عمل على استهداف المنشآت المدنية والحكومية، مما جعل الوضع أكثر تعقيدا وأدى إلى تصعيد كبير، إلا أن الوساطات الإقليمية والدولية، بما فيها الأمريكية والعربية والتركية، ساهمت في تجنيب المنطقة سيناريوهات أخطر. وأضاف أن سوريا كانت أمام خيارين: إما الانجرار لمواجهة مفتوحة مع إسرائيل بما يتضمنه ذلك من أخطار على أمن الدروز واستقرار البلاد، أو إفساح المجال لوجهاء الطائفة ومشايخها لتغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية ورفض كل محاولة للنيل من كرامة أهل الجبل.
وبيّن الرئيس أن الحكومة كلّفت بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بتحمل مسؤولية حفظ الأمن في السويداء انطلاقا من وعي عميق بحساسية المرحلة وخطورة الموقف على وحدة الصف الوطني، وللحيلولة دون انزلاق البلاد إلى نزاعات أوسع تهدد جهود التعافي من سنوات الحرب الطويلة وتفاقم الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة الناتجة عن المرحلة السابقة.
وتطرق الشرع إلى محاولات الكيان الإسرائيلي القديمة المتجددة لإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار ومحاولة تمزيق وحدة المجتمع السوري عبر إشعال الصراعات، لافتا إلى أن السوريين في كل الظروف والأوقات قاوموا مخططات الانقسام وآمنوا بالحفاظ على وطنهم الموحّد. وأكد أن الدولة السورية تمثل جميع مواطنيها وتسعى لإعادة بناء الهيبة الوطنية ووضع سوريا في مصاف الدول المستقرة والآمنة، ولن تتردد في اتخاذ إجراءات صارمة ضد من يتسبب بالأذى أو يمس حقوق مواطنيها ومنهم أبناء الطائفة الدرزية الذين يحظون بحماية الدولة ورعايتها.
وشدد في كلمته على أن الدولة عازمة على محاسبة كل من أساء إلى أبناء السويداء أو عرضهم للخطر، مؤكدا أن العدالة والقانون سيسريان على الجميع دون تمييز، وأن مستقبل السوريين في أمان طالما ظل الوعي الوطني جامعاً لهم، وسوريا قادرة على تجاوز المصاعب التي خلفتها الحروب والمشكلات السابقة بفضل وحدة أبنائها والتزامهم بالمصلحة العليا للوطن.