أمطار الجوزاء تجذب المصطافين إلى عسير.. الضباب يغلف الجبال في أجواء ساحرة

أمطار الجوزاء تجذب المصطافين إلى عسير.. الضباب يغلف الجبال في أجواء ساحرة

مع بداية موسم الجوزاء الذي يمثل ذروة الصيف في المملكة، شهدت منطقة عسير موجة من الأمطار الصيفية التي رسمت صوراً فريدة لجمال الطبيعة في المنطقة. المطر الذي تساقط بهدوء على المرتفعات، تزامن مع تكوّن السحب الرمادية وبساط ضبابي خفيف غطى القمم الجبلية، فخلق أجواء ساحرة جذبت آلاف الزوار والمصطافين من مختلف أرجاء البلاد نحو المرتفعات والمصايف الشهيرة مثل أبها، السودة، بللحمر، بللسمر، تنومة والنماص. هذه الأجواء المعتدلة الفريدة من نوعها في مثل هذا الوقت من العام عززت من حركة السياحة المحلية، وأضفت جواً مفعماً بالحيوية والبهجة.

انتعشت الحركة في الأسواق ومراكز التسوق بأبها، حيث ارتفعت معدلات الشراء من السياح والمقيمين، وامتلأت الشوارع والطرق المؤدية إلى وسط المدينة والمطلات الجبلية بالسيارات والحافلات القادمة من مختلف مدن المملكة. جاء ذلك في ظل ازدحام واضح يعكس مدى الاهتمام والإقبال على المنطقة، التي تعد وجهة بارزة بفضل مناخها المنعش وتجربتها السياحية الطبيعية الأصيلة، خاصة في موسم الأمطار.

المدرجات الزراعية ظهرت بمشهد خلاب كأنها من رسم فنان، فيما تفاعل الأطفال مع الأجواء الممطرة باللعب تحت زخات المطر، وحرص الكبار على توثيق اللحظات بكاميراتهم في مشهد يعكس تعلق الجميع بجمال الطبيعة. وفي المقاهي ذات الإطلالات المرتفعة، جلس الزوار يتابعون مشاهد الضباب المتحرك بين الجبال ويستمتعون بتناول القهوة الساخنة وسط الأجواء الرطبة والماطرة.

درجات الحرارة خلال هذا الموسم تراوحت ما بين 21 درجة مئوية للصغرى و28 درجة للكبرى، مع نسبة رطوبة وصلت حتى 19 بالمئة وكميات أمطار بلغت نحو 20 بالمئة، ورافق ذلك هبوب رياح معتدلة بسرعة تتراوح بين خمسة إلى أحد عشر كيلومتراً في الساعة، ما ضاعف من جاذبية الطقس في عسير مقارنة بباقي المناطق السعودية.

هذه الحالة الجوية المبكرة مع بداية الصيف تشير إلى موسم سياحي واعد ستشهده المنطقة، مما يعزز مكانة عسير كوجهة مفضلة لما تقدمه من طبيعة فاتنة ومناخ لطيف بالإضافة إلى غنى تراثها وتجدد التجارب السياحية للزوار باستمرار.